![]() |
دور الضحية: كيف يتحول الألم لهوية وكيف تتعامل معه؟ |
إن دور الضحية ليس مجرد موقف مؤقت يعيشه الإنسان في لحظة ضعف، بل قد يتحوّل تدريجيًا إلى عدسة يرى بها نفسه والعالم من حوله. هو الشعور المستمر بأن الحياة غير عادلة، وأن الآخرين دائمًا السبب في كل ألم أو فشل أو إحباط. قد نمر جميعًا بلحظات نشعر فيها بالعجز أو نظلم فيها فعلاً، لكن الفرق الكبير يكمن في من ينهض ومن يختار الاستسلام. الأسوأ من ذلك، أن يتحول هذا الدور إلى هوية خفية، يتبناها البعض لا شعوريًا، ويجد فيها راحة أو مبررًا للهروب من المسؤولية.
في هذا المقال، سنكشف كيف يمكن أن يتحوّل دور الضحية إلى نمط حياة سامّ، وكيف نتعامل معه بوعي وشجاعة.
متلازمة لعب دور الضحية في علم النفس
هي نمط نفسي وسلوكي يتبناه بعض الأشخاص، حيث يميلون باستمرار إلى تصوير أنفسهم كضحايا في معظم المواقف، حتى عندما لا يكون هناك ظلم حقيقي أو نية للإيذاء من الآخرين.
كما أن هذا السلوك ليس مجرد رد فعل طبيعي على الأذى، بل هو استراتيجية نفسية متكررة. قد تكون لا واعية، تهدف إلى تجنب المسؤولية، وكسب التعاطف.
وكذلك قد يكون الهدف من ممارسة دور الضحية في العلاقات من قِبل البعض هو السيطرة على المواقف والعلاقات بطريقة غير مباشرة.
أسباب متلازمة لعب دور الضحية
هناك عدد من الأسباب الرئيسية وراء هذه المتلازمة، والتي يعاني منها بعض الأشخاص ويمارسونها بشكل غير واعٍ وفي تلك الحالة تكون أسبابها:
تجارب الطفولة: النشأة في بيئة يُشعر فيها الطفل بالضعف أو القهر أو التهميش تجعله يطور هذا الدور كوسيلة للحماية.
قلة الثقة بالنفس: الشخص الذي لا يؤمن بقدرته على التغيير أو المواجهة، يلجأ إلى دور الضحية لتبرير فشله أو سكوته.
الحاجة إلى التعاطف والاهتمام: لعب هذا الدور قد يجلب تعاطف الآخرين، مما يعوض مشاعر النقص أو الوحدة.
سبب لعب دور الضحية الكاذب
أما في الكثير من الأحيان يمارس بعض الأشخاص دور الضحية الكاذب، والذي يكون فيه هذا السلوك مدروسًا وشبه واعيًا. بحيث يستخدمه الشخص لتحقيق مكاسب معينة على حساب الحقيقة أو الآخرين. ومن أبرز أسبابه:
الحصول على التعاطف والانتباه
بعض الأشخاص يلجؤون إلى تزييف دور الضحية بهدف جذب اهتمام الآخرين وكسب تعاطفهم. خاصة إذا كانوا يشعرون بالإهمال أو الفراغ العاطفي. كما أن البكاء، المبالغة في وصف الظلم، أو اختلاق مواقف مؤثرة قد تكون أدواتهم لجذب الأنظار.
التلاعب بالآخرين
يلعب بعض الأشخاص دور الضحية الكاذب كوسيلة للسيطرة على من حولهم، باستخدام الشعور بالذنب كسلاح نفسي. فعندما يشعر الطرف الآخر بأنه المتهم أو المذنب، يسهل التأثير عليه أو دفعه لتصرفات معينة لا يريدها.
الغيرة أو الرغبة في الإساءة
في بعض الحالات، يلجأ شخص ما إلى لعب هذا السلوك الكاذب عن عمد، وذلك لتشويه سمعة شخص آخر، أو لإثارة المشاكل في بيئة معينة كالعمل أو العائلة، خصوصًا عندما يشعر بالغيرة أو بالرغبة في الانتقام.
اضطرابات نفسية أو سمات شخصية
في بعض الأحيان، يرتبط هذا السلوك بوجود سمات نرجسية أو اضطرابات في الشخصية، مثل اضطراب الشخصية الحدية أو الشخصية التمثيلية (Histrionic Personality Disorder). حيث يكون الشخص مهووسًا بجذب الانتباه أو تقديم نفسه في مركز المأساة.
تعوّد اجتماعي أو بيئة مشجعة
إذا نشأ الشخص في بيئة تُكافئ الضعف وتُظهر تعاطفًا كبيرًا مع من يُظهر نفسه مظلومًا، فقد يتعلّم أن لعب هذا الدور يجلب له الاهتمام والدعم، حتى وإن كان الأمر غير حقيقي. فيجد نفسه يمارسه باستمرار عن عمد بسبب وجوده في بيئة تشجعه على ذلك.
الهروب من المسؤولية
عوضًا عن الاعتراف بالخطأ أو مواجهة العواقب، يتقمص البعض دور الضحية كسلوك لتبرير سلوكياتهم وتبرئة أنفسهم. بهذه الطريقة، يظهرون بمظهر البريء المظلوم الذي لا علاقة له بما حدث.
الشعور بالعجز الداخلي
أحيانًا لا يكون الهدف من الكذب هو الأذى كما في الكثير من الأحيان. بل يكون الشخص فاقدًا للقدرة على المواجهة أو التعبير عن احتياجاته الحقيقية. ولهذا السبب يلجأ إلى المبالغة أو الكذب العاطفي للحصول على ما يريد دون صدام مباشر.
تفسير سيكولوجية دور الضحية
سيكولوجية هذا الدور ترتبط بمجموعة من الأفكار والمشاعر والسلوكيات التي تدفع الشخص لرؤية نفسه باستمرار كضحية للظروف أو الآخرين، حتى في مواقف لا تستدعي هذا الشعور.
كما أن هذا النمط لا ينبع فقط من تجربة أذى حقيقية، بل قد يتطور ليصبح جزءًا من الهوية النفسية للفرد. ونجد أن هذا الدور يتكوّن بشكل نفسي لدى الكثيرين بسبب:
التعرض لتجارب سابقة مؤلمة من الظلم أو القهر، ولم يجد من يدافع عنه أو يعوضه. ومع الوقت، تحوّل هذا الشعور إلى عدسة داخلية يرى بها كل شيء.
تعزيز نفسي غير مباشر بسبب التعاطف أو الدعم الذي يحصل عليه الشخص صاحب دور الضحية. ما يعزز السلوك حتى دون وعي. فيشعر أنه لا يُسمع أو يُرى إلا إذا كان مظلومًا أو متألمًا.
الشعور بعدم القدرة على التأثير في مجريات حياتها، ما يولّد مشاعر سلبية مزمنة كالإحباط والقلق.
الأفكار والمعتقدات الداخلية لصاحب شخصية الضحية
كما نجد أن الأشخاص الذين يمارسون هذا الدور باستمرار لديهم مجموعة من المعتقدات والأفكار التي تبرر لهم ما يفعلونه لأنفسهم. فيقولون لأنفسهم باستمرار:
"أنا دائمًا أتعرض للظلم".
"الناس لا يفهمونني".
"الحياة قاسية معي تحديدًا".
"مهما فعلت، لن يتغير شيء".
كما أن هذه المعتقدات والأفكار السلبية تؤدي إلى سلوكيات دفاعية وسلبية، وتمنع الشخص من تحمل المسؤولية أو محاولة التغيير.
السبب وراء التمسك بممارسة دور الضحية
تفسر سيكولوجية هذا الدور أيضًا المنافع التي يعتقد الشخص أنه يحصل عليها عن ممارسة شخصية الضحية. والتي بسببها يتمسك بممارسة هذا الدور بشكل مستمر، ومن أبرز تلك الأسباب:
الخوف من المواجهة، فهذا الدور يوفر غطاء للهروب من المواجهات الصعبة أو اتخاذ قرارات حاسمة.
الشعور الراحة النفسية المؤقتة لأن صاحب هذا السلوك يشعر بأن المشكلة ليست منه بل من العالم، مما يخفف الضغط الداخلي.
الرغبة في الحماية، فالعقل الباطن قد يرى هذا الدور كدرع نفسي يجنّب الشخص المزيد من الألم أو الخذلان.
الآثار النفسية والاجتماعية المترتبة على لعب دور الضحية
إن لعب دور الضحية بشكل مستمر لا يمرّ دون نتائج، بل يترك آثارًا عميقة على الحالة النفسية للفرد. وكذلك على علاقاته بالآخرين، وقد يمتد أثره إلى فرصه في العمل، وتقديره لذاته، ونمط حياته ككل. وفيما يلي أبرز هذه الآثار:
الآثار النفسية
انخفاض احترام الذات: التكرار المستمر لفكرة "أنا مظلوم" أو "لا أستطيع فعل شيء" يضعف ثقة الشخص بنفسه. كما ويجعل صورته الداخلية مهزوزة وغير مستقرة.
الإحباط المزمن والشعور باليأس: الشخص الذي يعيش دور الضحية يشعر بأنه محاصر، لا يملك خيارات. كما أن هذا يولّد مشاعر مستمرة من العجز واليأس.
القلق والاكتئاب: تراكم الإحساس بالظلم والتفكير السلبي في النوايا والمواقف قد يؤدي إلى اضطرابات مزاجية مثل القلق الدائم أو الاكتئاب.
النظرة التشاؤمية للحياة: يرى كل المواقف من زاوية سلبية، ويعتقد أن العالم دائمًا ضده. مما يحرمه من الشعور بالرضا أو السعادة الحقيقية.
فقدان الدافع للتغيير: الشعور بأن الأمور خارجة عن السيطرة يجعل الشخص يتوقف عن المحاولة. كما أنه تجعله يعيش في دائرة سلبية مغلقة.
الآثار الاجتماعية
تدهور العلاقات الشخصية: التكرار المستمر لدور الضحية يستنزف طاقة المحيطين، وقد يُشعرهم بالذنب أو العجز، أو يدفعهم للانسحاب من العلاقة.
صعوبة في بناء علاقات صحية: الشخص الذي يعتاد هذا الدور يميل إلى جذب علاقات غير متوازنة. فيجد نفسه إما في علاقات تعتمد على العطف، أو علاقات مسيئة تؤكد له مشاعر الضحية.
الاعتمادية الزائدة على الآخرين: يلجأ باستمرار إلى طلب الدعم أو المساعدة دون سعي حقيقي لحل مشكلاته. مما يضع عبئًا إضافيًا على من حوله.
فقدان الثقة من قبل الآخرين: مع تكرار الشكوى والتذمر، يبدأ المحيطون في الشك بمصداقية الشخص، أو اعتبار مشاكله مفتعلة أو مبالغًا فيها.
العزلة الاجتماعية: عندما يشعر الشخص بأن لا أحد يفهمه أو يقف في صفه، ينسحب تدريجيًا من المجتمع ويُفضل العزلة.
الآثار المترتبة على العمل والحياة اليومية
انخفاض الإنتاجية لأن الشخص يقضي وقتًا في الشكوى بدلًا من الفعل.
رفض النقد أو التوجيه بسبب شعوره الدائم بأنه مستهدف.
مشاكل مع الزملاء أو الإدارة نتيجة رؤية أي توجيه كتهديد أو ظلم.
صفات دور الضحية
الشخص الذي يتبنّى هذا لا يعبّر دائمًا عن نفسه بالكلمات، بل تُظهره تصرفاته ومشاعره ومواقفه المتكررة. وقد يتبنى هذا الدور بوعي أو دون وعي، نتيجة تراكمات نفسية وتجارب سابقة. فيما يلي أهم صفات دور الضحية التي تساعد على التعرف على هذا النمط:
رؤية الحياة من منظور الظلم
يميل الشخص الذي يعاني من هذا الدور إلى تفسير أغلب المواقف من زاوية: "الناس ضدي"، أو "أنا دائمًا الطرف المظلوم". حتى المواقف المحايدة أو العادية يقرأها كاستهداف شخصي.
رفض تحمّل المسؤولية
واحدة من أبرز صفات هذا الدور هي إلقاء اللوم على الآخرين باستمرار. إذا حدث خطأ، فالمشكلة في المدير، أو الشريك، أو المجتمع. لكنه نادرًا ما يراجع سلوكه الخاص. وهذا الأمر نابع من رغبته أو عدم قدرته على تحمل المسؤولية.
الشكوى المستمرة
الشخص الذي يعيش دور الضحية دائم التذمر من الظروف، ومن الناس، ومن الحياة بشكل عام. كما يرى أن كل ما يحدث له هو نتيجة ظلم أو حظ سيئ، ويجد صعوبة في الاعتراف بمسؤوليته عن أي جانب من المشكلة.
اللجوء للدراما العاطفية
يميل الشخص الذي يمارس هذا الدور إلى المبالغة في تصوير الألم أو الأحداث التي يمر بها، ويستخدم عبارات متكررة مثل:
"أنا ما حد حاسس بيا".
"الدنيا قاسية عليا أنا بس".
"أنا ضحيت بكل شيء ومحدش قدّر".
الحساسية المفرطة تجاه النقد ومشاعر الحزن أو الغضب
غالبًا ما يرى أي ملاحظة أو رأي مختلف على أنه هجوم شخصي، فينتقد الآخرين بسرعة لكنه لا يتحمل النقد أو التصحيح.
كما أنه يعيش حالة دائمة من الغليان العاطفي، بين الحزن العميق على ما فاته، والغضب المكتوم تجاه من ظلمه، سواء فعلًا أو ظنًا.
الاعتمادية العاطفية والخوف من المواجهة
يُظهر احتياجًا دائمًا للتعاطف والتأييد من الآخرين، ويشعر بالأمان فقط حين يشعر بأنه "محاط بمن يفهم ألمه"، حتى لو كان هذا الألم ناتجًا عن مبالغة أو تصور غير دقيق.
كما يفضل الشخص لاعب دور الضحية الهروب أو التظاهر بالضعف على أن يواجه الآخرين بحزم أو يضع حدودًا واضحة. وعندما يُجبر على المواجهة، يعرض نفسه كضحية مضطرة لا تملك خيارات.
التمسك بالماضي وسلبية التفكير
غالبًا ما يُعيد سرد القصص القديمة التي تأذى فيها، ويستخدمها لتبرير حالته الحالية، وكأن الزمن توقف عند تلك اللحظة. كما أن هذا الشخص يفترض الأسوأ دائمًا، ويُحبَط سريعًا، ويجد صعوبة في رؤية الحلول أو الإيجابيات في أي وضع.
كيفية التعامل مع الشخصية الضحية؟
التعامل مع الشخصية الضحية يتطلب وعيًا نفسيًا وصبرًا وحدودًا واضحة. فهذه الشخصية تميل إلى الشكوى المستمرة، واللوم، والعجز، وقد تمتص طاقة من حولها دون أن تشعر.
فإذا كان في حياتك شخص يكرر هذا الدور، سواء في الأسرة أو العمل أو الصداقات، فإليك خطوات فعالة للتعامل معه دون أن تُستنزف:
أظهر التعاطف ولكن لا تتورّط، فابدأ دائمًا بالتفهم، فغالبًا ما يكون الألم حقيقيًا في بدايات هذا الدور. لكن لا تنجرف إلى دور المنقذ أو المصلح الشخصي.
ضع حدودًا واضحة، فإذا وجدت أن المحادثات تتكرر بنفس الشكوى دون نية للتغيير، فلا تخجل من وضع حدود.
لا تشارك في لعبة اللوم فغالبًا ما تسعى الشخصية الضحية لجرك إلى تأييدها ضد المُخطئين في حياتها. لا تدخل في هذا الخط، وتجنب أن تؤكد له أنه ضحية دائمة وفبدلاً من ذلك، وجّه الحديث نحو الحل
شجع على تحمّل المسؤولية فهذا الأمر يساعده على التفكير بطريقة جديدة، ويكسر نمط شعوره بأن ليس له يد في الذي وقع.
لا تُفرط في التعاطف، ولا تدخل في نقاشات طويلة حول تفاصيل المظلومية، لأنها غالبًا لا تنتهي. كما أن ردودك الهادئة والواضحة تحميك من الاستنزاف العاطفي.
احذر من التلاعب العاطفي فبعض الأشخاص يستخدمون دور الضحية للتأثير على قراراتك أو استثارة شعور الذنب لديك.
علاج دور الضحية وكيف تستعيد سيطرتك على حياتك
الوقوع في هذا السلوك ليس ضعفًا ولا عيبًا، لكنه نمط نفسي يمكن أن يتسلل إليك بسبب تجارب مؤلمة أو شعور متراكم بالعجز.
المشكلة تبدأ عندما يتحول هذا الدور إلى هوية مستمرة تؤثر على نظرتك لنفسك وتعاملك مع الحياة. ولكن لحسن الحظ يمكنك التحرر من هذا الدور بالتدريج، واستعادة مسؤوليتك عن حياتك. إليك أهم الممارسات:
الاعتراف أول خطوة للشفاء
اسأل نفسك بصدق: هل أجد نفسي ألوم الآخرين باستمرار؟ هل أكرر نفس الشكوى من مواقف مختلفة؟ هل أشعر أني لا أملك أي سيطرة على حياتي؟ فالوعي بالمشكلة هو أول خطوة للخروج منها وعلاج دور الضحية.
افصل بين الألم والهوية
مررت بتجارب صعبة؟ هذا مفهوم ولكن تلك التجارب لا تُعرّفك، ولا تحكم عليك للأبد. قل لنفسك: "أنا عانيت... لكنني لست ضحية دائمة. أنا قادر على التعافي." وابدأ بتغيير القصة التي ترويها لنفسك عن نفسك.
تعلّم تحمّل المسؤولية دون جلد ذات
تحمّل المسؤولية لا يعني أنك المذنب في كل ما حدث، لكنه يعني أنك المسؤول عن ما ستفعله الآن. لا تعلق في دائرة "لو ما حصل كذا، كان حياتي أحسن." بل فكّر في كيف يمكن الحل في هذا الوضع بدل من عيش دوؤ الضحية.
توقف عن البحث عن تأييد دائم
تأييد الآخرين مهم، لكنه لا يعوّض عن تقدير الذات. لا تجعل الآخرين هم المصدر الوحيد للشعور بالقيمة. تعلّم أن تكون مصدر دعم لنفسك.
أعد صياغة أفكارك
راقب جملك اليومية، مثل: "أنا دايمًا مظلوم" أو "ما عندي حظ". واستبدلها بجمل أكثر توازنًا مثل: "الموقف صعب، بس أقدر أتعامل معه" أو "أنا أتعلم من كل تجربة، حتى المؤلمة".
ارفض لعبة اللوم
توقف عن لوم الناس، الظروف، أو حتى نفسك، فاللوم يُبقيك في نفس الدائرة. وركّز بدلًا من ذلك على ما يمكنك تغييره لعلاج دور الضحية.
اطلب دعمًا نفسيًا عند الحاجة
إذا شعرت أن الأمر أكبر من قدرتك وحدك، لا تتردد في استشارة معالج نفسي. العلاج المعرفي السلوكي (CBT) على سبيل المثال فعال جدًا في التعامل مع أنماط التفكير الضحية.
الخاتمة
قد يبدو دور الضحية في ظاهره شكلاً من أشكال التعبير عن الألم. لكنه في جوهره قيد خفي يفرض عليك حياة تُدار من الخارج لا من الداخل. الاعتراف به لا يعني إنكار المعاناة، بل هو احترام لذاتك ورغبة صادقة في التحرر منها. سواء كنت أنت من يلعب هذا الدور، أو تتعامل مع من يتقنه، فاعلم أن التغيير ممكن.
يكفي أن تختار أن ترى الأمور من زاوية مختلفة وتبدأ من اليوم رحلة التعافي الحقيقي. لا تلعب دور الضحية فأنت تستحق أن تعيش دور القوي الواعي، لا دور الضحية المتفرج.